ليت الناس ….. جميعا ….. يقرءون حياة إبراهيم
ليتهم يفعلون … أذن لاستطاعوا أن يدركوا عن أعظم شخصية في البشر ما لم يكونوا يدركون …..
و لقد كنت أظن , كما يظنون … أن إبراهيم شيئا يسيرا ….
فما أن خطوت الى ساحته حتى أنكشفت الحقائق أمامي كثيرا …
فأدركت ….. بإذن الله …. ما لم أكن أدرك من حياة الرجل
أدركت أمام الناس جميعا إلى يوم القيامة
وأدركت أنه قدوة الأنبياء و المرسلين وأفضلهم بعد محمد صلى الله عليه وسلم
وأدركت انه الذي أثنى عليه ربه في خمسة وثلاثين موضعا في كتابه الكريم
وأدركت أنه الذي ابتلى بما لم يبتلى به أحد من العالمين .. حين أمر بذبح وحيده , فذهب …. وذبح … لولا أن ناداه الله رب العالمين
وأدركت أنه الشخصية التي تدرجت في الوصول إلى ربها في مدارج الوصول كلها … من العقل … الى الكشف … إلى البلاغ … إلى الهجرة … إلى تأسيس الدعوة … إلى إمامة الناس جميعا
وأدركت لماذا جعل البيت الذي رفع قواعده إبراهيم بمكة أفضل بيت لله في أرضه الى يوم الدين
وأدركت لماذا جعل الله المواضع التي أختبر الله إبراهيم فيها , مناسك , و فرائض على الناس الى يوم القيامة
و أدركت أن إبراهيم كان أمة … كما وصفه ربه
وأدركت لماذا أتخذه الله خليلا
وأدركت لماذا جعل الله في ذريته النبوة و الكتاب
وأدركت لماذا قال فيه ربه ” إذ جاء ربه بقلب سليم”
و أدركت كيف كان حين ألقوه في النار وحيدا و حين رفض العون من جبريل حين عرض له و هو يلقى في الجحيم
وأدركت لماذا أمر الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم و هو إمام الخلق أجمعين و سيد المرسلين , باتباع ملة إبراهيم
وأدركت ما هي ملة إبراهيم التي أمرنا جميعا بأتباعها
وأدركت … وأدركت ….. و أدركت
و ما أدركت … حتى الآن … شيئا عن إبراهيم !!!!
وإنما استطعت بعد ذلك كله أن أقف على مكان عال , أستطيع منه أن أبصر إبراهيم و هو يشرق على العالم … و يلقي أضواءه العظيمة في الآفاق
أما حقيقة ذلك النور …. فذلك شيء لا يستطاع الوصول اليه وأقول في نهاية ذلك كله سلام على إبراهيم