من سير العظماء

  • اسم الكاتب : ِالمحرر
  • اسم القسم :
  • تاريخ الإضافة : 20 / 01

ولد مصطفى صادق الرافعي في يناير 1880 في محافظة القليوبية في مصر لابوين سوريين حيث يتص نسب اسرته بعمر بن عبدالله بن عمر بن الخطاب في نسب من اهل الفضل والفقه في الدين  كان والده رئيسا للمحاكم الشرعيه في طنطا  لم ينجح في تعليمه الثاوي بسبب حمى اصابته تركت صمما في احدى اذنيه ثم انتقل الصمم الى الاذن الاخرى وفي سن الثلاثني اصبح الرافعي في عزلة تامة عن عالم الاصوات  وانصرف الرافعي الى مكتببة ابيه العامرة بكتب التراث العربي الاسلامي ينهل منها . بدأ حياته الادبيه شاعرا واصدر وهو في الثالثة والعشرين من عمره ديوانه الاول  وثم انصرف الى النثر وميدانه الرحيب  ويعرف دارسو ادب الرافعي المعركة الهائلة

التي اشتعلت بينه وبين العقاد استعمل فيها ما يملك من ادوات تجاوزت الموضوعيه والحوار الملتزم لكنه تنافس الاقران  واما معركته الاخرة الشهيره فكانت مع طه حين بسبب كتابه الشعر الجاهلي  وكتب الرافعي مقالاته على صفحات جريدة كوكب الشرق تكشف الزيف الذي يحمله كتاب طه حسين ويداع عن ما مس الدين والادب من قذف واتهام ونجح بما اوتي من براعة في العرض و قوة في البيان ان يكشف عوار الكتاب والثورة على صاحبه  وقد جمع الرافعي هذه المقالات في كتاب (تحت راية القرآن) و هو وثيقة مهمة في تاريخنا المعاصر كشفت محاولات التغريب والتعدي على تراث الامة  ومن أقواله (نا لا أعبأ بالمظاهر التي يأتي بها يوم وينسخها يوم آخر، والقِبلة التي أتجه إليها في الأدب إنما هي النفس المسلمه في دينها وفضائلها، فلا أكتب إلا ما يبعثها حية ويزيد في حياتها وسمو غايتها، ويمكن لفضائلها وخصائصها في الحياة، ولذا لا أمس من الآداب كلها إلا نواحيها العليا، ثم إنه يخيل إلي دائماً أني رسول لغوي بعث للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه…)

ولقد جمعت كتاباته التي جمعت المعني الانسانيه والبيان الرائق والقيم الاسلاميه  فكتب عن الهجرة النبوية وقرآن الفجر والصوم والاسراء والاذان وغيرها من الموضوعات مما لا يظن ان قلم الديب يمكن ان يتناولها لكنها صارت بقلمه نابضة بالحياة عامرة بالمعاني اقرأ ما كتبه عن الاذان ( بين الوقت من النهار ومن الليل تدوي كلمة الروح : الله اكبر حي على الفلاح ويجيبها الناس الله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله فيعتادو الانقياد للخير بسهوله ويحققوا معنى اجتماع البيت الواحد في المساجد فتكون الاستجابة الى كل نداء اجتماعي مغروسة في طبيعتهم بغير استكراه فلا تضطربوا هذا هو النظام ولا تنحرفوا هذا هو المنهج ولن يكبر عليكم شي مادمامت كلمتكم الله اكبر

استيقظ فجر الاثنين 10 مايو 1937 فتوضا وصلى و جلس يقرأ القرآن الكريم وشعر باضطراب في معدته فاعطاه ابنه الدكتور محمد دواء وطلب من ان يخلد للنوم وبعد ساعتين استيقظ الرافعي وبينما هو في طريقه الى الحمام سقط مسلما الروح عن عمر يناهز 57 عاما تاركا أثرا خالدا و ذكرى عطره