يقول تعالى في سورة الأنعام ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ) فتعجب من التأكيد على أن الطائر يطير بجناحيه ، ولم يعلم في الخليقة آنذاك طائر يطير بغير جناحيه ، فالتأكيد هنا على أن الطائر يطير بجناحيه لأن الكلام عن الأممية المخلوقة ، وهو المشار إليه بقوله ( إلا أمم أمثالكم ) فهناك أمم كثيرة ، وعوالم متنوعة ، ولهذا قيل ( رب العالمين) جمع عالم ، وهو ما نشاهده عيانا في عالم الحيوان ، والنبات ، والبحار ، والقفار ، وكم في السماء من طائر ، وبما أن القرآن من عند الله ، وبما أن الله تعالى بكل شيء عليم ، وبما أن في علم الله تعالى أن يصنع الإنسان طائرات تطير في السماء ، جاء الاحتراز في الآية ، ليتأكد المستمع أن الكلام فقط عن الطائر الذي هو طائر مخلوق ، ويخرج ما سواه من طائرات وصواريخ وغيرها ، وقيل : قيد الطيران بالجناحين لنفي المجاز ؛ لأن غير الطائر قد يقال فيه طار إذا أسرع مثل الطيران عبر الطائرات وغيرها . ولا يعترض على هذا بأن الطائرات أيضا لها أجنحة ، فهي تطير بجناحين ، فالفرق بين ، إذ إن طيران الطائر بجناحيه ، وطيران الطائرة بمحركاتها لا بأجنحتها فتأمل . فسبحان من أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا .