الصمد

  • اسم الكاتب : ِالمحرر
  • اسم القسم :
  • تاريخ الإضافة : 15 / 01

من أسمائه تعالى الصمد كم ورد في سورة الإخلاص حيث لم يرد في القرآن الكريم الا في هذا الموقع فحسب بينما ورد في غير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم منها حديث الاسم الأعظم ” إني أسألك بأنك أنت الله لا أله الا أنت الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفوا أحد المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام

الصمد من أسمائه سبحانه فما معنى الصمد ؟ الصمد من معانيه الرب المالك المدبر فهو مالك الأشياء و مدبرها و ربها  من معاني الصمد : السيد الذي يتوجه إليه الناس بحاجاتهم  و يقصدونه في أمورهم أي يصمدون و يتوجهون اليه فيما يحتاجونه فهذا من معاني الصمد من معاني الصمد الكامل ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنه  كما ذكره ابن جرير الطبري و غيره في تفسير الصمد قال : السيد الذي كمل في سؤدده الشريف الذي كمل في شرفه الغني الذي كمل في غناه العظيم الذي كمل في عظمته الحليم الذي كمل في حلمه العليم الذي كمل في علمه الحكيم الذي كمل في حكمته إذا ابن عباس رضي الله عنه يعني بذلك أن من معاني الصمد أم لله تبارك و تعالى من الأسماء والصفات أكملها و أوفاها فلا يعتري أسماءه و صفاته نقص بوجه من الوجوه

من معاني الصمد أيضا الغني الذي لا يحتاج الى أحد و يحتاج اليه كل أحد وهذا من صفاته جل و تعالى فالله جل و علا لا يحتاج الى ما يحتاج اليه المخلوقون فالمخلوق يحتاج الى أن يأكل و أن يشر وأن ينام بينما الله عز وجل في غنى عن ذلك كله قال تعالى ” أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض و هو يطعم ولا يطعم” فالله سبحانه يطعم عباده  يرزقهم يقيتهم يغيثهم لكنه لا يطعم قال تعالى ” و ما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق و ما اريد أن يطعمون” فالله تعالى لم يخلق الخلق ليستكثر بهم من قله  و لا ليتعزز بهم من ذله و إنما خلقهم ليعبدوه و ليختبرهم  فلله تعالى الكمال المطلق والغنى التام فلا يحتاج الى شيء لا يأكل و لا يشر ولا ينام كما قال في غير ما موضع سبحانه ” لا تأخذه سنة ولا نوم”  و لذلك من معاني الصمد الغني الكامل الغنى الذي يحتاج اليه الخلق ولا يحتاج الي شيء منهم

أيضا من الصمد كما في آخر السورة ” لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد” وكأن آخر هذه السورة الكريمة تفسير لهذا المعنى العظيم  أنه سبحانه لم يلد و لم يولد ول م يكن له كفوا أحد فله من الكمال في صفاته و أسمائه  و المجد والعظمة  كما ذكرنا و لذلك كان الصمد من أسمائه سبحانه

إذا كان العبد يؤمن بهذا المعنى وأن الله تعالى له الغنى التام  و بيده كل شيء و الأمر اليه  و هو السيد الذي يقصد بالحاجات فهنا يتحقق للعبد بالقرب من الله الغنى عن الخلق لذلك قال ابن عباس كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام  إني أعلمك كلمات إذا سألت فاسأل الله و ذا  استعنت فاستعن بالله  و اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك  و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك الا بشي قد كتبه الله عليك ” وهو حديث صحيح رواه الترمذي واحمد  فتجد هذا التوجيه النبوي الكريم  لشاب يافع في مقتبل عمره  وهو خليق أن يكون توجيه لكل أحد   حينما يشعر بالحاجة و هو لا شك شاعر بها في كل لحظه فانه يستعين بالله تبارك و تعالى يتوجه اليه بسؤاله يسأله في حاجاته في  ملماته و في رغبه و رهبه و خوفه و رجائه و يقظته و منامه و أمور دينه و امور دنياه و صغير أموره و كبيرها حتى يسأل الإنسان ربه كل شيء ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار”  و من هنا لا يكون الإيمان بأسماء الله الحسنى مجرد ترديد باللسان أو كلا م يقوله الإنسان بمناسبة و بغير مناسبة  وإنما يتحول ليكون منهجا يسير حياة المرء و يوجهها الوجه السليمه و يغرس في المؤمن العزة والانفه والاستغناء عما في أيدي الناس – صحيح أن الانسان يحتاج الى الآخرين كما يحتاجون اليه والناس خدم لبعضهم و إن لم يشعروا كما يقال لكن فرق بين تعاون على بر و تقوى بمقتضى الطبيعة يكون الانسان فيه محفوظ الكرامة والعزة قويا و بين أن يخضع الإنسان لغير الله عز و جل أو يذل نفسه أو يبالغ في الطلب من فلان أو علان أو يريق ماء وجهه و كرامته من أجل غرض أو مطمع أو دنيا أو رتبه أو وظيفة أو ترقيه أو ما أشبه ذلك هذا الاستغناء بالله لا يتحقق الا للمؤمن الذي تشبع قلبه بمعنى الصمديه فعرف أن الله تعالى هو الصمد الذي تصمد اليه الخلائق بحاجاتها و تتوجه اليه في ضروراتها و لهذا جرب أخى الحبيب أختي الحبيبه أذا المت بك ملمه أو نزلت بك نازله أو كنت في حاجة لشيء جرب أن تتوجه بقلبك الى ربك تبارك و تعالى  و تهتف بلسانك من قلب صادق و تنادي يا صمد يا صمد يا صمد و تتصور هذه الاستغاثه بالله جل وعلا كيف ستجد أنها ستجعل في قلبك من الرضا و اليقين والثقة بوعد الله تعالى و سرعة الفرج و قربه الشيء الكثير بينما الإنسان إذا سأل الناس قد  يعطوه أو يمنعوه  و في كل الاحوال لا شك أنه سأل انسانا مثله بينما الله تعالى يدعونا الى أن نسأله و أن نتوجه اليه وان نيتهل الى جلاله و عظمته

أمام بابك  كل الخلق قد رقدوا  و هم ينادون يا فتاح يا صمد

فأنت وحدك تعطي السائلين ولا ترد عن بابك المقصود من قصدوا

والخير عندك مبذول لطالبه  حتى لمن كفروا حتى لمن جحدوا

إن أنت يارب لم ترحم ضراعتهم  فليس يرحمهم من بينهم أحد

إن العبد محتاج أن يعرف عضمة هذا الاسم الشريف وأن يمرره على قلبه  ولسانه و أن يتلو هذه السورة القصيرة العظيمة في ورده صباحا و مساء

أتيناك بالفقر يا ذا الغنى وأنت الذي لم تزل محسنا

و عودتنا كل فضل عسى يدوم منك الذي عودتنا

مساكين كالشعث قد ولوهوا  بحبك إذ هو أقصى المنى

فما في الغنى أحد مثلكم و في الفقر لا أحد مثلنا

ذكرت اسمكم غيرة ها انا الوح بالشعب والمنحنى

و انت هو الصمد المرتجى  فيا ليت شعري انا من انا

إن العبد ذرة تائهة في هذا الكون إنه مخلوق صغير و لو انه قرن نفسه الى احد الأفلاك أو المجرات بل الى احد المخلوقات التي يراها أمامه في متناوله قريبا منه لوجد انه لا يقاس اليها إن الطيور أو الحيوانات ربما يكون لديها من القوة أو القدرة أو الضخامة الشيء الكثير الذي لا يتسمى للإنسان الحصول عليه لكن ميز الله تعالى هذا الانسان بالعقل الذي ركبه فيه وبالتالي التكليف الذي أناطه به والوحي الذي خوطب به  فاذا تخيل الإنسان ضعفه الشديد وانه ذره تائهة صغيره كيف يمكن ان تقاس الى الأملاك والأفلاك والمخلوقات إنه لا شيء و مع ذلك فانه إذا عرف الله تعالى و تلا كتابه وآمن به و توجه اليه حصل من جراء ذلك على هذا المجد العظيم الذي لا ينقضي و لا ينتهي أن يذكر الله عز و جل و هذا شرف عظيم قال تعالى : “في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها أسمه” فمجرد إذن الله تعلى لي ولك أن نذكره فهذا شرف عظيم فالله تعالى أعطانا اللغه و أقدرنا على الكلام بها ثم أنزل علينا الوحي و عرفنا بأسمائه و صفاته  و تعبدنا بذكرها و السؤال والدعاء بها  و أقدرنا سبحانه  و تعالى على ذلك و جعل لنا من العقول و القلوب ما نستشرف به بعض معاني هذه الأسماء المقدسه العظيمة الشريفه فاذا وصل الانسان الى شيء من ذلك أو نافس فيه أو حاول فالله تعالى يعينه على ذلك

اللهم إني أسألك بأنك انت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد لوم يكن له كفوا أحد أن غفر لي ذنوبي  اللهم إني أسألك خير المسأله و خير الدعاء و خير النجاح و خير العمل و خير الثواب و خير الحياة وخير امملت وفاتح الخير و جوامعه واوله وآخره  اللهم يمن كتابي و يسر حسابي و ثقل موزيني و ثبت على الصراط قدمي  اللهم حقق ايماني وارفع درجتي و تقبل صلاتي واغفر خطيئاي اللهم اني أسألك الدرجات العلا من الجنه

اللهم اني اسألك فعل الخيرات و ترك المنكرات و حب المساكين وان تغفر لي و ترحمني واذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير مفتون  اللهم حبب الي الايمان و زينه في قلبي و كره الي الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين اللهم اني اسألك باسمك الصمد العظيم وبكل اسمائك الحسنى و كل اسمائك حسنى و بكل صفاتك العليا وكل صفاتك عليا ز نسألك باسمك الاعظم الذي لا يرد من سألك به ولا يخيب من رجاك به أن تغيث ملهوف المسلمين في كل مكان اللهم أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف  واهدهم من ضلاله وعلمهم من جهاله واجمعهم من شتات ووحدهم من فرقه  و اعنهم على امور دينهم و دنياهم اللهم ولي عليهم خيارهم و اكفهم شرارهم اللهم اصلح صغارهم وكبارهم و رجالهم ونساءهم يا حي يا قيوم اللهم اجعلهم شاكرين نعمك مثنين بها عليك قابليها و اتمها عليهم يا ذا الجلال والاكرام

اللهم انا نسألك بعظمتك و مجدك و سلطانك ان تتقبل منا و تغفر لنا و ترحمنا وان تصلي و تسلم على عبدك و رسولك و خاتم انبيائك محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه